
أمير الصاوى عبد الماجد حامد
هو أصغر أنجال الشيخ الصاوى عبد الماجد من زوجته النبأ وأحد أُمراء هذه العشيرة وقلائد فضلها وحُكمائها ممن أتقن الله صنعهم من لدن آباء كرام بررة، فشب تقيّا قويا في الحق، لينا ملائكيا في الرحمة والإحسان. بعمله بالبوليس، جمع بين سلطان وأمانة فكان أمينا في الأولي وسلطانا في الثانية! وتلك موازنة صعبة عز من نجح فيها. في مظهر لم يعد موجودا من مظاهر الإنضباط والإلتزام المهني الصارم، لم ينس له تاريخنا المعاصر واقعة تصديه بشجاعة، وهو لم يزل في مراتبه الأولى كضابط ملازم، للحاكم العام الإنجليزي في أَوج سطوته وغطرسته متباه داخل سيارتة الرئاسية تتخطي به إشارة شارع الجامعة، يوقفه لينبهه ويطلب منه التقيد بمراعاة النظام العام وإحترام القانون. وتلك واقعة (خرافية) بمقاييس زماننا هذا. إتصف بالقوة والحكمة ودماثة الخلق والورع، طيب المعشر، حلو الحديث عاطره، وحسن البديهه .. وبه دهاء. من دأب الوفاء لدينه وإتباع نهج سلفه الصالح عند حاج أمير أنه ما زال مواصلا للأهل والعشيرة في كل مناسبة وغيرها وظل قريبا من أفئدة الناس حتى بعد إنتقاله بأسرته قبل سنوات خلون لدارِه الجديدة عبر النيل. و(الحاج) فيه كثير شبه ملامحا وخُلقا، مثلما في الكرم والجود والإحسان لأخيه غير الشقيق الدرديري .. وذاك أمير آخر! ومثلما دأب الدرديري دعوة الأهل ليولمهم في كل مناسبة وغيرِ مناسبة، يجعل حاج أمير من دعواته وولائمه الراتبة وفي المناسبات والأعياد ملتقى أسريا جامعا للأهل للم شمل الآباء والأبناء أملا في التقارب والتعارف والتفاكر والحوار وكذا اللهو البرىء، إن جاد الوقت لذلك! كما عهدته الأسرة ركناً متبنا من أركانها وركيزة ودخيرة وافرة عند إبداء الرأي السديد. في مجال خدمته الطويلة المشرفة بالبوليس عمل بتفان وكفاءة مشهودة بمختلف المواقع بأرجاء الوطن شملت مدن كريمة ومروي وحلفا وسنار وكسلا ومدينة باسُندة جنوبي القضارف، وكوستي ثم ود مدني السُنِّي كمساعد للمفتش العام، ثم قمندان (D.C.) ثم وكيلا دائما لوزارة الداخلية لفترة عمل خلالها بصمت وتجرد ومسئولية. على أواخر سنوات الحقبة المايوية، أختير عميدا للخدمة المدنية أملا في مساهمته الفاعلة بإعمالِ خبرته وكفاءته المشهودة لتقويمها وضبطها وإعادتها لمجدها القديم وسيرتها الأُولى. ثم كانت خاتمة سجل إنجازاته خدمته سفيراً لبلاده في العام ١٩٧٦م لدى بلاط صاحبة جلالة المملكة المتحدة ليعود من بعد تقاعده مساهما ومشاركا فاعلا بعدة أنشطة ومهام رسمية بالدولة في إطار خبراته ومهنيته العالية إداريا وفنيا. ويعتبر أمير الصاوى عبد الماجد، الوكيل والسفير السابق، “أستاذ جيل الإداريين السودانيين”. ويشهد له سجل الخدمة العامة عمله بموقع نائب مأمور، قبل ستين عاما خلت، مع السير دونالد هولي Donald Howley في شُرطة القضاءPolice Magistrate كما لا يُنسى له دوره، في وقت لاحق، من موقعه الدبلوماسي والإداري وفي وطنية مثالية نادرة، الدور الكبير الذي لعبه في تجديد (إيجارة) Lease مبنى سفارة السودان في لندن. معلوم أن المبنى المعني قد إنتهى عقد إحتكاره وأنه يحتاج إلى قرارٍ من قصر بيكينجهام للتجديد لأن المبنى هو بالأساس جزء من أملاك الخاصة الملكية المقيمة في قصر سانت جيمس فيقرر الكتابة للملكة في هذا الجو المشحون، وتتقدم دولة نفطية ذات مصالح يسيل لها اللعاب مع بريطانيا وتضع مبالغ فلكية على الطاولة لوسطاء بغرض إخراج علم السودان من المبنى المنتهية ملكيته وإعلان هؤلاء كمنتفعٍ جديد للعقار، إلا أن الملكة ترد على خطاب سفارة السودان بتجديد الملكية للمبنى لمدة تتجاوز الستين عاما أخرى كمنحة وهبة كريمة. وخرجت، يومها، صحيفة كبيرة تعلق على الحدث أن السودان لا يجب أن تتم مكافأته على إبعاد سفير المملكة من السودان بمنحه تجديداً لسفارته في لندن. قيل أن الملكة ردت علي الحضور بقولها: “حتى وإن فعل السودان ذلك، فهو ليس إلا إبنا عاقا”. (*). إنتقل إلى جوار ربه الكريم فى 22/ نوفمبر عام 2018.
(*) كامبريدج، عبد الغني أحمد إدريس (صحيفة الرأي العام) – موقع http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-15389.htm بتاريخ ٣/١٢/٢٠١٤م.
السرة محمد بله عبد الرحمن (الشنقيطي) سليمان.
1- سامية.
2- سارة.
3- حامد.
4- سلوى.
5- نادية.
6- خالد.
7- عزيزة.
8- الصاوى.
9- نادرة.